أهلا و سهلا بكم في منتديات
عـــــــــــــــالم المصـــــــــــــــمم

نتمنى لكم قضاء أحلى لأوقت معنا
و شكراااااااااااا
أهلا و سهلا بكم في منتديات
عـــــــــــــــالم المصـــــــــــــــمم

نتمنى لكم قضاء أحلى لأوقت معنا
و شكراااااااااااا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الشاعرالجزائري محمد العيد آل خليفة Support

 

 الشاعرالجزائري محمد العيد آل خليفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 662
نقاط : 1170
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 21/12/2011
العمر : 29
الموقع : magra

الشاعرالجزائري محمد العيد آل خليفة Empty
مُساهمةموضوع: الشاعرالجزائري محمد العيد آل خليفة   الشاعرالجزائري محمد العيد آل خليفة I_icon_minitimeالجمعة مارس 30, 2012 5:27 pm

[center]

.
.
: مولده ونسبههو محمد العيد آل خليفة ، تنسم ريح الحياة في 27 من جمادى
الأولى
هـ(1)
، الموافق لـ28أوت1904م ، بعين البيضاء؛(2) تنحدر أسرته من القبيلة العربية
(المحامبد) والتي سكنت ليبيا في العهد الفاطمي ، ومنها انتقلت الى الجزائر في
العهد العثماني واستقرّت في "واد سوف" بالجنوب الجزائري(3
ولد في أحضان أسرة متدينة ، وتحت رعاية أبٍ صوفيٍّ صالح ،
فتزعزع في ذلك الجوّ الأسريّ المفعم بالتقى والعفة والورع وتشربت نفسه هذا الحبّ
العميق المتوارث للعقيدة الإسلامية والأخلاق الفاضلة والإيمان الشديد بعزّ الإسلام
والوطن (4
منابع ثقافتهتعد الأسرة التي عاش فيها "محمد العيد" أول منبع
لثقافته ، فقد أخذ منها الكثير كحب الوطن وحبّ العقيدة والقيام بتعاليمها ، وكذا
محبة الأخلاق السامية والتحلي بها
ثمّ استهل تعلمه وحفظه للقرآن الكريم ، في الكتاتيب ثم التحق
بالمدرسة التابعة لمسقط رأسه بعين البيضاء حيث بدأ يتلقى المبادئ الأولى في العلوم
الدينية واللغوية ، على يد الأستاذين : الشيخ أحمد بن ناجي والشيخ محمد الكامل بن
الشيخ المكي
أتمّ حفظ القرآن الكريم وهو صاحب الأربعة عشر سنة، على يد
أحد أئمة مساجد بسكرة ، ثم توجه لدراسة التوحيد(5) والفقه والنحو والمنطق وغيرها
من العلوم الدينية واللغوية ، على يد الشيخ"عليّ بن ابراهيم العقبي" ،
وفي عام1921م، سافر الى تونس ، قبلة البعثات الطلابية آن ذاك وانتسب الى جامع الزيتونة
، ولماّ وجد أن الكتب المقررة في درجته ، كان قد قرأ معظمها بالجزائر ، قررّ
التخلص من هذه الطريقة النّظامية ، التي تلزمه بالحضور في حلقة معينة ، فراح يحضر
حلقات مختلفة المستويات مماّ سمح له باختيار ما يلائمه من دروسٍ وأساتذة ، والى
جانب هذا كان يداوم بصفةٍ حرة على بعض الدروس في بعض المواد العصرية كالحساب
والجغرافية وغيرها وذلك بالمدرسة الخلدونية ، وبقي على هذا الحال مدة سنتين ،
ولأسبابٍ مرضية عاد الى الجزائر عام1923م ، دون أن يحصل على أيةّ شهادة علمية ،
وكان مايزال طالب علم، متعطشاً الى المزيد ، فاتصل بالعديد من الشيوخ ، وأخذ عنهم
الكثير من العلوم منها؛ الفقه والحساب والفلك والتفسير وعلوم البلاغة ، ومن بين
هؤلاء الشيوخ ؛ البشير الإبراهيمي ، والطيب العقبي
محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته، تأليف أ/محمد
ابن سمينة /ديوان المطبوعات الجامعية، ابن عكنون –الجزائر1992-ص9(بتصرف
في الأدب الجزائري الحديث تاريخاً وأنواعها وقضايا وأعلامها
تأليف،د /عمر بن قينة ، ديوان المطبوعات الجامعية، ابن عكنون –ص66(بتصرف
محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته، تأليف أ/محمد
ابن سمينة-ص07(بتصرف
نفسه-ص09(بتصرفنفسه-ص09-10-11(بتصرفإضافة الى كلّ هذا كانت البيئة الاجتماعية قد أثرت هي الأخرى
في تكوين شخصيته العلمية(1)، وكذا مكتبته الخاصة التي كانت تحوي مصنفات دينية
وعلمية ، كما شملت أمهات الكتب المشهورة في اللغة والأدب وبعض دواوين الشعراء
القدامى والمحدثين(2
ونظراً لثقافته واختلافها فقد تقلد بفضلها عدةّ مناصب نذكر
منها : درّس في عدةّ مدارس وتولىّ إدارتها مثل :جمعية الشبيبة الإسلامية في مدينة
الجزائر سنوات"1928-1940" وكان مديراً لها عام1931م
وكذا مدرسة التربية والتعليم في باتنة
سنوات"1940-1947" ومدرسة العرفان بعين مليلة سنوات"1947-1954"
، تولى منصب إمام بمسجد من المساجد الحرةّ بعين مليلة
احتل منزلة عضو في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ
تأسيسها(3) عام 1931م، وكان نائب رئيس لجنة الآداب التابعة للجمعية(4
شارك في النهضة الصحافية ببسكرة ، حيث نشر في معظم الصحف
والجرائد شعره
احتل منصب عضو في الهيئة المؤسسة والمحررّة لجريدة صدى
الصحراء ، كان العضو الثاني الى جانب العقبي في إصدار وتحرير جريدة الإصلاح ، كما
كان عضواً في تأسيس مطبعة الإصلاح؛(5
كان عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق(6كما اعتبر كاتب مسرحيّ، مثلت مسرحياته في الحفلات الطلابية(7شخصيته ومكانتهحياته الدينية التي شبّ عليها جعلته منذ صباه راغباً عن حياة
الدنيا موليا وجهه عن زخرفها ، قانعاً بالقليل منها، مماّ طبع بطوابع الجدّ ، فنشأ
بذلك عزوفاً عن الحياة المليئة بالبذخ والملذات فهو لم يعرف ماعرفه بعض الشعراء في
القديم وفي الحديث ، من مظاهر اللهو والترف في مراحل حياته ، كما لم يعرف من ناحية
أخرى، ذلك الترددّ ما بين اللهو والتدين أو ذلك الازدواج في الشخصية ، الذي وقع
فيه بعض الشعراء المحدثين أمثال "أحمد شوقي"بل شبّ على الدين والتقوى
وشاب عليها، فتجلى ذلك في طهارة قلبه وعزةّ نفسه والميل الى البساطة والتواضع
والنّفور من الادعاء والتعقيد والتكبر ، وهاهو ذا يقول في التواضع
إنّ التواضع من سمات البـرّ من ** يَعْتَدْه فهو البَرُّ في
الأقـوام


.


1-
).
2-
).
3-
).
4-
).
5-
).
6-
.
7-
).
:

وإن دعاني قومي أن أنا صرهم فعدتي
في انتصاري : الشعر والأدب

فكان
بذلك نغماً جوهرياً في صوت الجزائر ، بوجهها العربي الاسلامي، وملامحها الانسانية
، منساقاً في كلّ الأحوال لقيم الخير والحرية والعدل والمحبة والرحمة والتكافل
والبذل ...مماّ يعكس حقاً شخصية شاعر فنان يهزه الحدث الكبير ، كما تطربه اللفتة
الصغيرة والصورة الجميلة ، مثل الفكرة العابرة"(1
محمد العيد رجل التصوف والاصلاحكان "محمد العيد" واقعاً تحت مؤثرات البيئة
الاجتماعية ، التي كانت في معظمها بيئة دينية محافظة ، فجمع في تكوينه الفكري ما
بين مبادئ الاصلاح التي كانت بذورها الأولى قد غرست في نفسه قبل سفره الى تونس ،
وبين النزعة الصوفية التي انتقلت اليه وراثة واكتساباً ، من أسرته بوجهٍ عام ومن
أبيه بوجه خاص والذي كان صوفياً على الطريقة التّجانية
ويضاف الى تأثير الأسرة والأدب ، تأثير آخر وهو تأثير
الأساتذة والمشايخ فمعظمهم كانوا رجال إصلاح وتصوف هذا ما ساعد على تعميق
الصلّة(2) بين الشاعر والاصلاح من جهة ، وبينه وبين التصوف من جهة أخرى، فمشايخه
من آل المكي بن عزوز بيعين البيضاء ، وكانوا شيوخاً للطريقة الرحمانية ودعاة
اصلاحٍ في آن واحد، لقد تمسك الشاعر بهذه الطريقة الصحيحة، كما كان يرى أنه لايخرج
فيها الى ما يشين الى العقيدة ، أو يخدش بها الدّين ، بل يرى أن هذه الطريقة هي
منهج للعبادة والذكر ، كما أنها لاتتناقض مع فكرة الاصلاح ، وذلك لأنهما يلتقيان
في بعض الغايات ، بصفتها عامل من عوامل نشر الاسلام وذلك لما تعتمد عليه من الأصول
الدينية من قرآن وسّنة
لقد كان الشاعر مصلحاً صوفيا داعيا الى الاصلاح ناشراً
للمفهوم الصحيح للاسلام ومقاوماً للانحراف ، والجهود والأهواء ولا عجب في ذلك فقد
عرفت هذه الثنائية بين الصوفية والاصلاح ، وبين العمل للدنيا والعمل للآخرة في
القديم والحديث ، وممّن اشتهر بذلك من القدماء : حجة الاسلام أبو حامد الغزالي
(450-505هـ) الذي جمع ما بين التصوف والفقه وبين العلم والفلسفة، ونشير الى أنّ
الشاعر معجباً بمنهج أبو حامد الغزالي ، مماّ يبرز تأثره به فهو يقر بهذه الحقيقة
في قوله:"إنيّ أحبّ مشرب الغزالي لأنه لا يخرج عن الشريعة ، ولايهمل
العقل"(3
كان محمد العيد آل خليفة يشرف على تسيير مؤسسة مدرسة الشبيبة
الاسلامية التي تعتبر في نظر الاستعمار من أخطر المؤسسات التعليمية في قلب البلاد
وهو من جهة أخرى شاعر أسهم بشعره ، في توعية المواطنين
في الأدب الجزائري الحديث ،د /عمر بن قينة-ص65-66(بتصرفمحمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته، تأليف أ/محمد
ابن سمينة-ص13-14-15(بتصرف
نفسه-ص35(بتصرفوتصويب تطلعات شعبه ، والدفاع عن قضاياه ، وهو من جهة ثالثة
ركن من أركان الاصلاح والوطنية يحمل لواء الدعوة الى المقاومة
ولهذه الأسباب مجتمعة ، كان "محمد العيد" محل شبهة
تكاد تكون دائمة ، فكانت العيون تترصده في حلّه وترحاله ، وتحسب عليه حركاته
وسكناته فهو محارب أينما وجد
ولعله أشار الى بعض ذلك في هذه الأبيات حيث يقولإنّ للناس أنفسًــا ضاريات
على الضرر

** فأنج من كيدها وكنمن
أذاها على حذر

.
:
أرى الأحياء من حولي قريبا** وهو بالعيش عنيّ في اشتغال(2وبالرغم من تلك الحياة التي عاشها شاعرنا تحت الظروف القاسية
والحرب النفسية لم تنل من عزيمته ولم توقف نظاله بل واصل رسالته لما يغمر قلبه من
ثقة بالله تعالى ، وحبّ الوطن وتفانٍ في خدمته وبقي يساهم في الاصلاح الديني وتوعية
الشعب واستنهاض هممه؛ لهذا نقول إنّ لنزعته الزهدية والصوفية جذور قديمة متأصلة في
أعماقه فما برحت تمدها وتغذيها أسباب متعددة من ميراثه الصوفيّ ونشأته الدينية
وبيئته المحافظة وتكوينه العربي الاسلامي ومعايشته لمأساة أمته كما أنّ محاصرته
داخل منزله وفرت له الجوّ الملائم للنزوع الصوفيّ ومكنّته من النمو والسمّو في
نفسه ، واستمر على هذا الحال متفرغاً للعبادة ، لايتصل بالحياة الدنيا وأهلها إلاّ
بحذر وبمقدار
وفي سنّ الشيخوخة(بعد الاستقلال) خلص للعبادة وخاصة بعد
أدائه لفريضة الحج سنة1966م فقد أصبح كلّ وقته له، تفرغ فيه الى خلوة تكاد تكون
خالصة ، يشبع فيها تلك الرغبة الكامنة من هذا الفيض الرباني، ويعكف فيها على نفسه،
يجهدها في طاعة الله، والتقرب اليه بصالح الأعمال وخالص العبادة وصادق الذكر ،
وانكب عليها يزكيها ويزهدها في الحياة الدنيا ويرغبها في الحياة الأخرى ونعيمها
محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته-ص62-الى69(بتصرفمحمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته، تأليف أ/محمد
ابن سمينة-ص105-106(بتصرف
يقول في النزعة الصوفية هذه الأبياتلأرباب القلوب عهود صـدقوأقوال
تصدقها الفعال

** وبالظّن الجميل جنوا ثمــارازكيات
لها زكت الخلالُ

)
فكن أبداً مع الأبرار واجنـحلهدى
إمامهم فهو المثـالُ

** نلاحظ من خلال هذه الأبيات ، صدق التجربة وحرارة الانفعال ،
اللذين كان الشاعر يعيشهما، وهو يحيا هذه الأجواء الرّبانية مما يعكس بعض ملامح
صوفيته ، التي استقى أصولها من صميم الاسلام
بقي الشاعر يعيش أواخر أيامه بصوفيته وزهده وعكوفه عن الحياة
الدنيا، إلى أن مرض ونقل إثر ذلك الى مستشفى مدينة باتنة وبقي على حاله يوم
الأربعاء ، وتوفي السابع من رمضان المعظم سنة1399هـ الموافق لـ31جويلية1979م ونقل
جثمانه الى مدينة بسكرة حيث دفن بمقبرة "العزيلات" وذلك يوم09من شهر
رمضان لليوم الثاني من شهر أوت(2
السابق-ص118-119-120(بتصرفنفسه-ص136(بتصرفمراحل شعرهلم يترك الشاعر وراءه ما يتهالك عليه المتهالكون من حطام
الدنيا ولكنه ترك لنا شعره ، وأهم ما وصلنا منه ديوانه الذي يقع في أكثر من ست
مائة صفحة(1
، ويحتوي على 6797بيتاً من الشعر(2)،
طبع عام1967م على نفقة وزارة التربية الوطنية في الجزائر ، ثم قامت الشركة الوطنية
للنشر والتوزيع بطبعة مرة ثانية سنة1979م، كما ترك ملحمة شعرية يصور فيها الجزائر
حتى عام1964م بعنوان: وحي الثورة والاستقلال، وهي في446صفحة ومسرحية شعرية بعنوان"بلال
بن رباح"(3
إنّ الموهبة الشعرية لدى محمد العيد مكنته من التعبير عن
أحاسيسه وتجاربه فجادت قريحته بقول الشعر ونظم القصائد وتعتبر أول خطوة خطاها وهو
مايزال طالباً في بسكرة ، أعانه على ذلك أنه نشأ في بيئة أدبية ودرس على يد شيوخ
معظمهم شعراء مثل معلمه الأول بعين البيضاء "محمد الكامل بن عزوز" ،
ولماّ انتقل الى بسكرة توفرت لديه حوافز الابداع فبدأ ينظم قبل أن يتعرف تعرفّاً
جيداً على أدواته بدافع من موهبته وبتأثير من محفوظاته وهو لم يتعدى السابعة عشر
من عمره ، فكان يعرض ما ينظم على أقرانه وعلى شيخه علي بن إبراهيم العقبي فكان
يحضى بالاعجاب والتشجيع حيناً وبالنقد والتوجيه حيناً آخر
إن ّ لهذه المؤثرات المختلفة مفعولها في تغذية اتجاه الشاعر
الى قول الشعر فاستمر في هذا الاتجاه وتعتبر قصيـدة "داعي النهوض" من
أقدم القصائد الكاملة التي وصلتنا على حدّ تعبير الأستاذ محمد ابن سمينة والتي
قالها حوالي سنة1920م ثم نشرها في 24جويلية1925م(4
أما عندما كان طالبا في تونس لم يتسنى له أن قال شعراً وذلك
لأنه وقع أمام الخيار الحاسم فرض عليه أن يختار اتجاه من الاتجاهين وهما إماّ يسير
في طريق الأدب وإماّ أن يسلك طريق العلم والتحصيل فاختار الاتجاه الثاني يقول في
هذا الصدد : (كنت طوال فترة وجودي بتونس منكباً على التحصيل العلمي مشتغلاً به دون
سواه ، لإحساسي أنّ ما حصلت عليه من الأدب قد يكفيني الى حين ولذلك لم استكثر من
الشعر ولم أحرص على عقد الصلّة بيني وبين من كنت أسمع بهم من شعراء تونس
يومئذ...على الرغم من أنيّ كنت أترددّ على البعض المحافل الأدبيةأحياناً
وعند عودته من تونس استقر ببسكرة وكانت تشهد يومئذ بوادر
نهضته علمية وأدبية نشطة يساهم فيها ويوجهها كوكبة من الكتاب والشعراء فاندمج
الشاعر في هذه الحركة ، ويعلق على ذلك فيقول : (في بسكرة فتحت عيني على النهضة
الأدبية والعلمية وتعرفت على بعض الأدباء وكان لي معهم مساجلات أدبية ورسائل شعرية
محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته-ص29(بتصرفالاسلام والعروبة فيشعر محمد العيد آل خليفة/رسالة تخرج لنيل
شهادة ليسانس من إعداد (تقاري محمد-خليفة الطاهر-علالي عبد القادر)،تحت إشراف
الأستاذ :"وذناني بوداود" دفعة(1995-1996)-ص79
محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته-ص29(بتصرفنفسه-ص47-48-49(بتصرفويمكن القول أنّ الانطلاقة الحقيقية للشاعر في الميدان الفني
ترجع الى الفترة التي عقبت عودته من تونس ، والذي يدلّ على هذا هو غزارة إنتاجه(1
وتمرسه
فيه
أما ما سبق هذه المرحلة فتعد بدايات وارهاصات لما بعدها ومن
أقدم القصائد في هذه المرحلة "قصيدة صدى الصحراء" حيث تتضمن دعوة حارة
الى العمل واليقظة والاصلاح ، حيث يقول
صفا العيش لي وامتد ريف ظلالـي ** فمـا تكاليف الزمـان
ومالـي

وكنت صدى الصحراء أدعى لأنني ** بسطت على الصحراء نور هلالي
وهبوّا الى الاصـلاح فالله كافـلٌ ** لمن هبّ للاصلاح حسن
مئـال

:
أرى حظّ أرذال النفوس مواتيـاً ** وحظّ كريم النّفس غير
مواتـي

أرى الكون قرآنا من الله منـزلاً ** على الروح والأحداث آي
عظات

ولايمكن أن نرجع هذا السلوك الى الفشل ، بل يرجع الى إحساسه
العميق بمأساة وطنه (2
وتجدر الاشارة الى أنّ نقول أنه لم يعثر في ديوانه على أكثر
من أربع قصائد ومقطوعة واحدة، وذلك كلّ مايمثل حصيلة ما أنتجه أثناء الثورة
المجيدة إلاّ أن هناك من يذكر أن للشاعر قصيدتين فقط، وهذا لايعني أنه لم يكن يكتب
شعراً والدليل على هذا قوله: (كنت أكتب وأكتم ما أكتب
ويمكن أن يكون ماكتبه يومئذ قد أتلف أو حرق أثناء بعض
الحملات الارهابية التفتيشية التي كان المحتلون يشنونها على بيوت المواطنين
ومحلاتهم، يقول الشاعر في هذا الصدد: (كنت قد نظمت أثناء الثورة بعض الشعر، وهو
قليل لكنه قد ضاع منّي بسبب ظروف التحري التي كناّ نخضع لها في أغلب الأوقات
محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته-ص49-50-51(بتصرفالسابق-ص53(بتصرفأما بعد الاستقلال وبعدما أصبح حلم الشاعر حقيقة (المتمثل في
الاستقلال) خرج من أسره تغمره الفرحة وتهزه النشوة وتوفرت له حوافز القول ودوافع
الإنشاء، مضى يغني للحرية بعد صمتٍ طويل ، غناءا أطرب الأسماع وهزّ القلوب، فظنّ
أولئك الذين حركتهم تلك الألحان الصادقة أنّ الشاعر قد استعاد سيطرته على الموقف
وملك زمام أمره وأنه سيمضي على هذا الطريق بهذه القوة والحرارة نفسها التي عهدت في
شعره
ولكن الحقيقة كانت غير ما كان يفكر فيه هؤلاء ، ذلك أنه ما
كان من الشاعر(1
في هذه السنوات الأولى من الاستقلال إلاّ فيضا وجدانيا لما
يغمر قلبه من مشاعر الفرحة وهزّ الوجدان فكانت تلك الروائع استجابة لهذه الأحاسيس
الحارة فقط لا أكثر ، فعاد الى العزلة والصمت وألوان العبادة والتصوف من جديـد(2
مواضيع وأغراض شعرهإنّ مضامين شعره تتركز حول محاور أساسية ، يمكن القول أنهاّ
أربعة لايكاد الشاعر يغادرها إلاّ ليعمقها ويمكن لها وهي: (الاسلام والعروبة ،
الوطن والانسانية
إنّ الاسلام هو الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الأمة وبه
تحي وتستمر فالتاريخ يكشف لنا على أنّ الكثير من الأمم قد آلت الى الزوال بعدما
حرّفت عقيدتها ، لهذا أخذ محمد العيد على عاتقه مهمة الدفاع عن العقيدة ومبادئ
الاسلام داعيا الشباب للتمسك بالدين باعتباره الطريق الوحيد للنجاة والنجاح يقول
نتمنى لك الثبات على الـرّ ** شـد وما أنت عندنا مسترابُ
إنماّ الدين لليوث عريــنّ ** لا تغرنك بالعواء الذئــابُ
من هذه الأبيات يظهر لنا ان الشاعر متشبع بالروح الدينية
والتقى والورع يحب الخير للجميع وينصح الشباب للتمسك بالدين ، والحفاظ على العقيدة
لأنها حبل إعتصامه وقوة وحدته وعزّته
أماّ العروبة في نظر شاعرنا هي أنّ كلّ من تكلم العربية
ودافع عنها فهو عربي يتمتع بكامل عروبته ، وهو بهذا يؤكد معنى العروبة الحقيقي دون
تعصب لها كعرق ، وإنماّ ينظر اليها كمعيار للحضارة التي سهلت الوحدة بين أبناء لغة
الضاد ، ولهذا فشاعرنا يهتم باللغة لأنها تمثل بالنسبة اليه أحد المقومات الهامة التي
من شأنها الربط بين أبناء العروبة فقد نوه لها انطلاقاً من أصالتها وكونها وعاءا
حوى ماضي الأمة التي تشترك في المصير(3
، محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته-ص116-117(بتصرفالاسلام والعروبة في شعر محمد العيد آل خليفة

:
هيهات تقدر أن تفرقنا يـد ** والله يجمع شملنا ومحمّــد
** )
.
:
ليس حقا أن تستريح ويشقـى ** ليس حقاً أن تسكني و يميداَ
يا فرنسا ردى الحقوق إلينـا ** وأقلىّ الأذى و كفّى الوعيداَ
)
...
قالزغاريد والهتافات تعلــى ** بين قرع الطبول والأزجال
قد رفعنا الهامات بالنصر تيها ** و شكرنا لربّنـا المتعــالالديوان-ص229الديوان-ص294الى جانب هذه المضامين الأساسية ، نلمح وجود بعض الأغراض
التقليدية المعروفة في الشعر القديم من وصف وحكمة ومراثي وإخوانيات ...الخ، ندرج
بعضا منها
1-: ** ياموتُ عدتَ بنفس خصبة نبتت ** فيها المبرّات مثل الرّوض
أنهـاراَ

ياشاعراً حنّ بالفصحى ورنّ مدى ** كالطير زقزقة و العود
أوتـارا

وفي الجزائر من وجـد بمأتمــه ** هولٌ عليها طغى كالموج
تيـارا

يارحمة الله هبّـي نفحـةً وهـمي ** غيثا على حافظ في القبر
مدرازاَ

)
الوصفلقد
نظم الشاعر قصيدة يصور فيها مشهداً من مشاهد البؤس الكثيرة في الجزائر ومن تلك
القصيدة نورد الأبيات التالية
بدا لعيني تاعــسٌ ناعــسٌ ** على الثرى في الصبح بالي
الثيـاب

فهاج من حزني ومن لوعتــي ** كما يهيج النار عـودُ
الثقــاب(2
3-: :
إننيّ مذ فقدت وجهك لم أضفر ** بوجهٍ من الأنام يــروقُ
هل كما كان للحياة طروبـاً ** هلْ له بعدُ بالقريض خفوقُ(3ديوان –محمد العيد آل خليفة-ص454نفسه-ص28نفسه-ص408وقد أهدى الشاعر هذه القطعة الشعرية الى صديقيه الأستاذ
الطيب العقبي والسيد عباس تركي ، بعد أن أطلق سراحهما من السجن ظلماً من الاستعمار
الفرنسي ، يقول فيها
خذا لكما عنيّ من الشعر باقة ** كذكركما كما الزّاكي تضوع
وتعبق

بها يمحّص الله المحقّين في الورى ** ويسحق دعوى المبطلين
ويمحـق(1
خصائص شعرهعلى العموم "محمد العيد" يعتبر من أحد شعراء المدرسة
الاحيائية التي تقوم على احياء التراث والاستفادة منه، إلاّ أنه جددّ في المضامين
وكان شديد الصلة بالأسلوب العربي القديم ، حاول أن يخلّص أسلوبه من الضعف والتصنع
والجمود(2
ومن أهم خصائص شعرهيكاد شعره يخلو من تصوير لعواطف الشاعر وأحاسيسه الذاتية الخاصة
، فغلبت على شعره الذات القومية الجماعية(3
، يقول في هذا الصدد: (إنّ ذلك الموقف الذي اتخذته، وذلك المنهج
الذي إلتزمت به في شعري إنماّ هو تعبير عن وجدان الأمة ، وإنيّ وإن كنت قد قلت في
بعض الأشخاص فلأني كنت أعتبر ذلك جزءاً أساسياً من عملي الوطني والقومي)(4
ومثال ذلك قولهنحن الدعاة الى الحسنى فما أحدّ ** مناّ بمجترح للشـرّ
مجتــرم

وقل لمن نالنا بالظلم منتقـمـاً ** حذار من نائلٍ بالعدل
منتقـم(5
اللغة التي استعملها في شعره هي لغة الرغبة الجادة في
التبليغ ، لا لغة الزخارف والأصباغ التزييفية والتلاعب بالألفاظ(6) يقول
أنت من عنصر الخلود لباب ** كن الى المجد طامحاً ياشبابُ(7لك دين مدى الدهور عزيزّ ** يبذل المالُ دونه والرّقـابالديوان-ص395محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته-أ/محمد بن
سمينة-ص30
نفسه-ص137(بتصرفنفسه-ص140(بتصرفالمحصول –شعر محمد العيد آل خليفة (شاعر الوطنية)عيسى
حاجي-ص32
في الأدب الجزائري الحديث ،د/عمر بن قينة-ص69-70(بتصرفالمحصول –شعر محمد العيد آل خليفة (شاعر الوطنية)عيسى
حاجي-ص104
المعيار الفني: عنده ليس محدداً بأشكال معينة في التجديد ولا
محصوراً في قوالب تقليدية زخرفية ، بل تجاوز الزخارف المصطنعة الى الانفعال
بالحدث، وحسن التعبير عن التجربة ، وجودة بناءها(1)، فكان يجهد نفسه في البحث عن
الألفاظ والتراكيب والمعاني المتداولة في الحياة العامة، ويذللها لشعره إذ يراها
أنفذ الى مشاعر سامعيه من غيرها ، وأقدر على التأثير فيهم(2)، حيث يدخل المتلقي في
حالة شعورية ذهنية فكرية روحية ، فيشارك التجربة وينفعل معها(3
أو مثال هذا الأبيات التي صورّ موقف النساء ومشاركتهن في
الثورة والكفاح المسلح، وشجاعتهن الفائقة
قد سبقن الرجال في البأس صبراً ** وتحملن فتنة الأضــداد
كم غدونا الى جريح طريـحٍ ** فأسونا جراحه بالضمــاد
)
4-
كمْ من أذى لم أعره بالا ** فغاص كالماء في الرّمالهو مثله غيره من شعراء الجزائر (احتفظ بسمة من الوضوح ولم
يوغل في الرّمزية وإن رمز في شعره فهو ليس بالايجابي الغامض ، لكنه نتاج ظروف
سياسية واجتماعية فقط مثل ذلك قوله في الحرية
من كان في العشاق باسمك ناطقاً ** فكأنماّ هو الناطق بمحالِ
[color=black][font="]حيث نلاحظ في هذا اليت الذي أشاد فيه بالحرية رمزٌ خفي حيث
رمز لها بالحبيبة وهو إيحاءٌ ظاهر قريب جداً للمعنى واضح الهدف لايح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://usmagra.handball.com
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 662
نقاط : 1170
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 21/12/2011
العمر : 29
الموقع : magra

الشاعرالجزائري محمد العيد آل خليفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعرالجزائري محمد العيد آل خليفة   الشاعرالجزائري محمد العيد آل خليفة I_icon_minitimeالسبت مايو 19, 2012 5:22 pm

شكرا أخي العزيز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://usmagra.handball.com
 
الشاعرالجزائري محمد العيد آل خليفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشاعرالجزائري محمد مفدى زكريا
» ســــورة محمد
» افضل الالغازمن محمد و خيرو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الشعر و الشعراء :: الشعر و الشعراء-
انتقل الى: